الاثنين، 13 مايو 2013

سلامي و قبلاتي لأخي و عزيزي محمد /ابو مهدي

أكاد أجزم أنه أكثر الأخوة حنانا ورقة....

طوال حياته لم يفكر في نفسه، كان ولم يزل همه الآخر.

لم ولن أنسى ... لقد ساعدني في شراء أول سيارة امتلكتها في حياتي.
رحم الله الوالد الشيخ باقر كان يملك مكتبة من أفخر وأعرق الكتب. وكان حلمه أن ننهل منها علما ومعرفة. كان رحمه الله مشغولا حتى قمة رأسه بسبب مسؤولياته الدينية والاجتماعية. وشغله الشاغل القضاء الذي احتضنه منزل الوالد الشيخ باقر لأكثر من ربع قرن.

كنا صغارا وقتها وكان شغف الوالد رحمه الله أن ندخل المكتبة ونقرأ.... لقد بدأنا بالقراءة، والفضل يرجع إلى أخي وتاج رأسي محمد/ ابومهدي.

السر في ذلك أنه من خلال مصروفه اليومي الخاص، أخذ يشتري قصص الأطفال والقصص المصورة... سوبرمان... الوطواط... تاتا، و....و....و.... وبذلك بدأت رحلة القراءة منذ نعومة أضفارنا. والفضل لك أخي محمد. استمر الحال هكذا تنتقل المجلات من يد إلى يد. وبالكاد تسلم أوراقها من التمزيق. إن لم تخطفها الأيادي التي تستعيرها لقرائتها ولا تعود. ولم يكن أخي محمد يمانع مع تكرار  "السرقة". فأهم شيء عنده أن هناك شخص سوف يقرأ هذه المجلة. تعودنا القراءة، بل أدمناها فكبرت عقولنا. وكان الوالد الشيخ فرحا بذلك ولم يمارس إرهابا أو ضغوطا على المجلات التي كان يشتريها أخي محمد، أهم شيء أننا نقرأ. وكان يرعانا بفكره ومقولاته كل صباح مع الأفطار قبل ذهابنا إلى المدرسة. فكبرت عقولنا وانتقلنا إلى الأدب العالمي.

إلى أحدب نوتردام وقصص المنفلوطي وغيرها الكثير من الأدب المترجم وأدب المهجر، ثم مجلة الهلال المصرية وبعدها قام أخي عباس بحفظ المجموعة الكاملة لمجلة العربي الكويتية التي كان الوالد الشيخ باقر يحرص كل الحرص على قراءة أعدادها اولا بأول .فقد تعاقب على رئاسة تحريرها كبار الأدباء في العالم العربي على قمتهم أحمد زكي.

لقد قرأ أخي محمد امهات الكتب واهتم كثيرا بكتب الحديث من الصحاح المعتمدة السنية. كم هو شره في القراءة، فلا يكل ولا يمل. عشقه هذه الوريقات التي بذل فيها الغالي و النفيس، وأهداها الى كل من طلبها، حبيب أو غير حبيب.

أهم شيء عنده ان تقرأ.
أهديك أخي محمد ثواب كل حرف قرأتُه، فهو في ميزان أعمالك.
و حسنة من حسناتك الكثيرة.
وجعلها ربي لك نور من فوقه نور.
ولن أستطيع أن أرد جميل من جمال روحك فقد كنت أخا حليما رؤوفا محبا لنا ، ناكرا لذاتك.

لك كل القبلات و الحب و الاحترام،

أخوك المحب / رياض الشيخ باقر،
13/05/2013