السبت، 17 أكتوبر 2015

أسكن يا آدم الجنة

عقِلتُ الجنّ حين عقلتُ 
و جُنّ العقلُ حين جُنّ
و تلبّس الجنُّ عقلي وتبلّس
في جنّته كنتُ من الأموات
حتّى علَقتُ
فتعقّلَتْ علَقَتي من الحب
في دهاليز الحب تهتُ
و تلاطمتْ أمواجي الدجى
فغرقتُ
غصتُ في بحر لجّه
و تبلّس الجنّ عقلي
فعطشتُ
جفّ الريق منّي فدنوتُ من شفتيه
علّني بالوصل أستسقي الغمام
وألعق الرحيق من ريقه
فانقطع النفس فثملتُ
ثملتُ فتدثرتُ رداء حبه
وصاح الديك
في غسق الدجى
و شعشع معه فجري
بعد ظلمات حمرة
كنتُ دهراً مدَّكّرا
أو كنتُ نسياً
ليتني في عالم الأشياء
لم أكن مذكورا
ليتَ نوني لم تسقي قلمي
وليتَ الحبر جفّ
قبل أن يسري في عروقي
كانت الباء بدء خطوتي
وفار التنور  فثارت أضلعي
فإذا البدء نهاية عشقي
وإذا التنور عين يقيني
ألواحُ فلكٍ هي أضلعي
وروحي شراعها
وبحرها من سيلِ فكري
فإذا ما غرقتُ في ظلمات الموج
فإني أتنفس الروح
عطراً يشدني إلى العشق

رياض الشيخ باقر
١٧/ أكتوبر ٢٠١٥