السبت، 19 يوليو 2014

رأي في التاريخ: حذيفة بن اليمان الهمداني رضوان الله عليه

كان رضوان الله عليه محل أسرار رسول الله و عينه التي لا تنام، وهو الموكل بالقيام بالمهام السرية التي ينتدبه لها رسول الله.

تجنب القوم بعد وفاة الرسول واعتزلهم وآمنهم من عدم كشف ما يحمله من أسرار مقابل أن يكفوا عنه. ولم يقبل باغراءاتهم ولم يقبل أي منصب في الدولة إلى أن آلت الخلافة إلى الامام علي الذي أرجعه إلى المنصب الذي ولاه فيه رسول الله. ومن خلال مهامه وقع على خلية يترأسها عبدالرحمن بن ملجم تخطط لاغتيال الإمام علي فقام بالقبض عليها متلبسة وهي مجتمعة تدرس خطط وقام بالتحقيق مع أفراد الخلية واعترف الكل بعزمهم بالاغتيال، وسجنهم على ضوء اعترافهم وقام بإخبار الإمام علي الذي شكره و أمره بإطلاق سراحهم و مراقبتهم و تحذيرهم لأن نيتهم فقط لا تجيز حبسهم. فهم لم يقوموا بالفعل بعد و عندما جادله في إطلاق سراحهم خيّره الامام علي إما الاستجابة لأمره أو أن يترك منصبة، فاستجاب حذيفة على مضض لطلب الامام ، لذا عندما دخل الامام المسجد ورأى ابن ملجم فيه أيقن بنيته وما استبطن من نية بالفعل.
المؤرخون أعطوا حذيفة منصب مدير الشرطة و الصحيح هو مدير المباحث و الاستخبارات.

لكم تحياتي
رياض الشيخ باقر
19/07/2013

الثلاثاء، 8 يوليو 2014

رأي: آدم الدور وآدم الخليقة

كثيراً ما يتناقل الاخوة الكرام مقاطع عن اسماء الانبياء و الرسل و يخلط فيها ما بين ادم و نبي الله ادريس عليهم و على رسولنا افضل الصلاة و التسليم .

و للتمييز بينهما و لتوضيح المقصد ابدأ حديثي بخير الأقوال حيث يقول المصطفى محمد صلى الله عليه و اله و سلم:
" قبل آدمكم هذا الف الف آدم و بعد آدمكم هذا الف الف آدم"

هذا الحديث الشريف يشرح و يوضح بعض مفاهيم السنن الكونية التي جاء ذكرها في القرآن الحكيم وهي من السنن الجليلة القدر التي تشير إلى قدرة الله وعظمته وحكمته وغلبته وقهره ، فقد أشارات آيات كثيرة منها ما في سورة يونس بأن للبشرية دورات مدة كل دورة خمسون الف سنة أشار إليها الحديث الشريف بآدم و يعرفه الفلاسفة العرفاء بآدم الدور.

والأرجح فيما أراه، أن آدم دورنا الحالي الذي نعيش فيه كانت بدايته قبل سبعة آلاف سنة من بعثة رسولنا محمد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، حيث قال في حديث له " بيني و بين آدم سبعة آلاف سنة" وآدم الخليقة في القرآن الحكيم إشارة إلى المجموعة البشرية التي كانت النواة التي كونت الجنس البشري و قد جاءت قصتهم و ذكرهم في سورة الكهف ، أي أن الجنس البشري الذي ابتدأت الخليقة البشرية بهم هم الفتية الذين آمنوا و هم الفتية الذين قاموا وهم الذين آووا إلى الكهف ( الأرض ) والإشارة تشمل كل دورة من دورات آدم لأن البداية واحدة و متشابهة.

كل ذلك غير آدم النبي في القرآن الذي هو نبي الله ادريس عليه السلام.

أما ما نعرفه عن آدم فهو ليس إلا نقل قام به أكثر المؤرخين من تعرض للتاريخ البشري قبل كتابة التاريخ من أمثال ابن الأثير والطبري و ابن حبيب و ابن هشام و غيرهم فهم لا يعتبرون الا ناقلي أقوال بني اسرائيل في توراتهم و أسفارهم المنحولة ولا معول عليها، بل المعول و المتكأ على ذلك هو قرآننا العزيز الذي يجب ان نتبحر فيه عبر تحريره من التفاسير المتأثرة بالاسرائيليات.

اخوكم
رياض الشيخ باقر
08/07/2014

الأربعاء، 2 يوليو 2014

قصة الخلق

من جملة ما تسلط عليه اليهود من قضايا، وتم تسويقها علينا باسم النص الديني عندما قاموا بتحريف التوراة، هي قصة الخلق.

فقد قاموا بتسطير رواية لا حقيقة لها على "أن الجنس البشري تكاثر من رجل واحد ( ادم ) وحتى زوجته خلقت من ضلعه ( حواء ) و عندما رزق بالذرية قام بتزويج الأخ على الأخت محتجين أن الضرورات تبيح المحظورات. فتقاتل الأخوين قابيل وهابيل على الأخت الجميلة، من يأخذها حتى احتكما إلى الرب بأن يقدما قرباناً. فمن تُقُبل منه فهو صاحب الحق في اختيار الفتاة التي يتزوجها".

هكذا تقول الأسطورة التوراتية التي انتشرت في التراث الإبراهيمي ولم يسلم منها التراث الإسلامي حتى غدت من المسلمات العقدية التي لا يمكن المساس بها.

فما هو الأصل في قصة الخلق ، او بالأحرى ما هي النظرة القرآنية في قصة الخلق.

يستدل من الآيات الكريمة التي جاءت بذكر الخليقة البشرية على ان الخطاب الرباني "القول" في عالم الأمر موجه إلى عموم الملائكة "إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة" بالرغبة الإلهية المحفوفة بالعشق والمحبة أن يظهر ويُعرف. "كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق" من خلال مخلوقاته التي ابتدعها بجلاله و استودع في اجلها خلقا روحه: " فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين". إنه الانسان، ذلك الجنس البشري الذي أطلق عليه اسم آدم عندما عجنت روحه بأديم الأرض "من صلصال من حمأ مسنون" التي سيعيش عليها ويأكل ويشرب من خيراتها، وهذا التجلي هو تجلي الكثرة من الواحد الأحد وليس كما يقول اصحاب نظرية الفيض بأن الواحد لا يصدر منه إلا واحد، ودلالة ذلك أن خطاب الواحد كان للجمع ، فاستجاب نفر من هذا الجمع بمحض إرادته واختياره للعشق الالهي طلبا للخلد مع الخالد الأبدي "كنتم أمواتا فأحييناكم ثم نميتكم ثم نحييكم ثم إلينا ترجعون". مجموعة من الملائكة الكرويين لم يسعهم الا تلقف الأمر الإلهي "إنما أمرنا للشيء ان نقول له كن فيكون". ذلك الشيء الأموات تلقف عشق الله له فاستجاب طوعا وتلهف لعالم الأمر حتى اصبح ما بين الكاف و النون فكان و استحق مدح الله له ان خاطبه فقال "انهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى"و مدح اختياره فقال "..اذ قاموا  فقالوا ربنا رب السموات و الارض" و قبل السير في رحلة الهبوط و العروج فقال "إذ أوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة".
فاساس الجنس البشري مجموعة أزواج استدل العلماء أن عددهم سبعة أزواج من قوله تعالى "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم و يقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب و يقولون سبعة و ثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم .." ومن هؤلاء الأزواج السبعة انتشرت منهم البشرية آدم يخلفه ادم في دورات بشرية متعاقبة منذ أزل الازل لا يعلمها إلا الله " قبل آدمكم هذا الف الف آدم و بعد آدمكم هذا الف الف ادم" و كل دورة بشرية (دورة آدم) مدتها خمسون الف سنة " تتعرج الروح و الملائكة في يوم مقداره خمسون الف سنة".
كما أنه حاشا لله أن يكون الجنس البشري من نكاح السفاح (زواج الأقارب المحرم) "حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم و اخواتكم و .." فهو محرم منذ تكوين الإنسان، ولا يجوز إطلاقا نسبة العيب أو القبيح لله جل و علا عما يقولون علوا كبيرا.

رياض الشيخ باقر
02/07/2014