السبت، 29 يونيو 2013

الله جل جلاله لا يبلغ كنهه أحد. وحيث نحن في نشأة يحكمها الحس و الشهود في عالم الحس و الشهادة "الدنيا"، فعقولنا لا تدركة جل وعلا. إنما عقولنا تدرك جماله وإبداعه و آياته و تجلياته. وأفضلها على الإطلاق المتمثلة في خليفته و الآمر بأمره: "الانسان".

من هنا، فإننا نحن مدعوون لأن نعرف أنفسنا لكي نعرف الله عن طريق هذه المعرفة. هل الانسان مخلوق كسائر المخلوقات، و تنحصر علاقته مع ربه ضمن هذه المعادلة الأحادية؟ أم أنها علاقة تفوق ذلك، هي علاقة استيداع وعلاقة خلافة وعلاقة إرادة؟

نعم إنها مفردات حاكمة للعلاقة بين الله وبين الإنسان، ليس فقط لمعرفة الإنسان نفسه، بل لمعرفة الله من خلالها. مصطلحات قرآنية يجب علينا التفكر فيها لكي نعبد الله حق عبادته. عبادة من يعرفة و من يحبه و من يعشقه. إنها كلمات ...الإستيداع ..الخلافة ....الإرادة

رياض الشيخ باقر
29/06/2013

الجمعة، 28 يونيو 2013

رسالة مفتوحة الى سماحة الشيخ الجليل/ حسن بن فرحان المالكي حفظه الله

سلام من الله عليك و تحية و بركة،

يقف القلم عاجزا عن البوح بما يجول في صدورنا تجاه علمكم الجم وخلقكم الرفيع. وعلى قدرة البحث وعمق الفكر والنفس الحرة الأبية التي لا تركع للمنقول من التراث و تركة السلف، وتأبى إلا أن تستظل بظل القرآن وما حققه الفكر والنقد من هذا التراث.
وإني لأقف موقف الإجلال لشخصكم الكريم تجاه بحوثكم المتواصلة فيما يخص الفرق والمذاهب الإسلامية وبالخصوص المذهب الشيعي وتراث مدرسة أهل البيت عليهم السلام. تلك المدرسة التي أنتمي إليها والتي يشرفني أنّ أمثال شخصيتكم العلمية تدققون في تراثها العلمي والحكمي.

لقد فجع كل غيور على الاسلام الطريقة الفجة والهمجية التي لقي فيها مسلم مصرعه ألا وهو الشيخ/ حسن شحاته على يد من يدعي الاسلام، بالرغم من أني لا أتفق على اسلوب معالجته لقضايا التاريخ الاسلامي. إلا أن قتله المحرم أدمى قلبي، فما بالك بتلك المظاهر البشعة والهمجية. وقد أخذت نفسي الحسرات على مصر الكنانة التي لا أشك أنه لا يوجد شخص عربي مسلم لا يتعلق بنيلها وأزهرها ورجالاتها.

ولقد أحسن جنابكم بتشخيص ما ستؤول إليه الأحوال في شيعة مصر بعد مقتل المظلوم الشيخ حسن. وحيث أني من مدينة الأحساء بالمنطقة الشرقية، وتصديقا لتحليلاتكم واستنتاجاتكم على الحالة العاطفية، والمظلومية التي تركتها واقعة كربلاء المريرة في الوجدان الشيعي، وتمثل رمزية مظلومية الإمام الحسين عليه السلام في هذا الوجدان، و تذكيركم بالشهيد الأول و الشهيد الثاني، أترككم مع مقطوعة من الشعر الوجداني لأحد ابناء الأحساء نتاجا لهذه الواقعة الأليمة (مقتل الشيخ حسن شحاته).

ولكم مني جزيل الشكر والإمتنان للمعلومات القيمة و البحث المضني الشاق الذي تقومون به.

اخوكم المحب / رياض الشيخ باقر بوخمسين
 28/06/2013

-------------------------------------------------------------------------

الشاعر أبو جعفر الحساوي ينعى الشهيد الشيخ شحاته بقصيدة عنوانها "الشعلة":
ليتني كنت شحاته
                       يتباهى في مماته
يبعث الأموات أحيا
                       لتعش صفو حياته
أبصر النور شعاعا"
                       سله من ظلماته
فغدا سيفا" سليطا"
                       جارحا" في كلماته
ينبذ الظلم و يدعو
                       من غدا عبد ولاته
كان للشيعة رمزا"
                       وجبالا" في ثباته
كان زرعا" و نباتا"
                       طيب الله نباته
يا شهيدا" ألمعيا"
                       شعلة في تضحياته
إن تكن في الأرض ميتا"
                       انت في الفكر مباته
ستظل اليوم سيفا"
                       مرعبا" في شفراته
حسن الفعل شحاته
                       يا مهيبا" في صلاته
في سماء المجد حلق
                       واسقنا من قطراته
شيع الشيخ شهيدا"
                       قبل النعش صفاته
مصر يا أرض الكنانة
                       انزعي الشعب سباته
انفضي الذل وعري
                       كل عبد لطغاته
واعلني التكفير نهجا"
                       جسد الارهاب ذاته
ها هو الشيخ منار
                       فاشعلي من جمراته
يا إلهي و طبيبي
                       اشفنا من بركاته
ليتني كنت شحاته
                       يتباهى في مماته
ها أنا أوصي احفظوها
                       كفنوني في عباته


الثلاثاء، 18 يونيو 2013

يجب على المرأة ان تنحت لغة الجسد

لماذا نستعر و نخجل من جسد المرأة و لماذا نعطي الجنس صفة الحقارة ونحن نمارسه باستمرار، بل نطلبه و نسعى إليه و نبذل فيه الغالي و النفيس. لقد قنن الاسلام الجنس وربط العلاقة بين الرجل والمرأة وجعلها علاقة ذات قدسية، وهذا لا يعني احتقار العلاقة الجنسية بينهم او إغفالها. يجب على المرأة أن تهتم بجسدها وقوامه وجماله وأن تحافظ على أنثوتها الكاملة. والحديث النبوي الشريف يقول: "لعن الله النساء المتشبهات بالرجال". و يقول "يحب الله المرأة الملساء و الرجل المشعر". و هذا دليل واضح على أن المرأة يجب أن تكون ناعمة رقيقة و هو اختصار كلمة أنثى.

إن العوالم التي هي في علم الله من عوالم الملكوت إلى عالم الناسوت "عالم الحس و الشهادة" قائمة على عنصرين "الجمال و الجلال" أنظر إلى أسماء الله جل وعلا و صفاته، تراها قائمة على الجلال و الجمال. تمعن في القرآن الكريم تراه مركب من الجمال "غفور رحيم" وعلى الجلال "شديد العقاب". و الله جميل يحب الجمال. هذا الكون البديع آية من جمال الله يريدنا ان نتمعن فيه و نحمده و نقدّسة و نشكره على هذا الجمال وعلى قدرتنا باحساسنا للجمال. ما المانع أن تقدس الله و تهلل له عندما ترى جمال امرأة؟ بل هذا هو المطلوب. أن تذكر الله في كل آية من آياته.


يجب على المرأة أن تكون جميلة جذابة للرجل. ويجب أن يتمثل الجمال فيها شكلا وقالبا. لقد منّ الله على المرأة بأن اعطاها أقدس مهمة على وجه هذه الدنيا ... هي السكن للرجل و هي الرحم للجيل الناشئ. يقول نبي الرحمة "الجنة تحت اقدام الأمهات". و هي المرضع و هي المربي:

"الأم مدرسة إذا أعددتها    أعددت شعبا طيب الاعراق"

 عندما تفقد المرأة الجمال و عندما نفقد الإحساس بجمالها فتلك مصيبة. يجب أن تكون جميلة ويحق لها أن تفتخر بهذا الجمال وأن تبدي منه ما لا يخدش إنسانيتها و عفتها وما لا يسيء للرسالة المقدسة التي ألقيت عليها. هناك نقيضين في التعامل مع جمال المرأة، وكلا هذين النقيضين أدى إلى ظاهرة الشذوذ في بعض المجتمعات. فعندما تُلبس المجتمعات الصحراوية المرأة خيمة سوداء ينتشر فيهم الشذوذ الجنسي. وعندما تتعرى المرأة في المجتمعات الغربية تفقد كنز الجمال و ينتشر فيهم الشذوذ الجنسي.


رياض الشيخ باقر
18/06/2013