الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

الانزياح الدلالي للمصطلح

الانزياح الدلالي للمصطلح: هو ما يعرف بالانزياح المفاهيمي للمقولات. فتاريخ الفكر يزخر بأمثلة شتى طوال مراحله، فكثير من المفاهيم البسيطة أصبحت غاية في التعقيد  والغموض. وبسبب عوامل شتى انحرف المعنى إلى ناحية لم يكن مؤسسوه يريدونه، بل كانوا يهدفون إلى ما هو ضده، وما ظنوا يوما أن مقولاتهم سوف تنجر إلى ما انجرت إليه. وقد أدى هذا الانجرار إلى اغتيال العقل في عالمنا العربي و الإسلامي.

 كل ذلك حدث في مراحل سياسية متقدمة من تاريخ الدعوة الإسلامية سواء ما حدث في القرنين الثاني و الثالث الهجريين على يد الدولتين الأموية و العباسية (الدولة السنية) أو في مراحل متأخرة في القرن السادس والعاشر الهجريين تمثلت على يد الدولتين (الشيعية) البويهية و الصفوية. حيث تم قولبة الفكر الديني في سياق يخدم مصالح تلك الدول. فالدين شأنه شأن أي فكر يمكن إعادة بلورته عبر وضعه في أشكال مقولبة تبعا للظرف، بمعنى أن السياق الزمكاني والشعبي والسياسي الذي يتموضع الفكر الديني الجديد فيه بعد انزياح مفاهيمه الأصيلة عن مواضعها، سوف يقوم بإعادة إنتاج مفاهيم جديدة تفرض نفسها و تقوم بتعديلات بنيوية رئيسية في أسس  دلالة المصطلح الأصلي. ومن هنا يمكن فهم الظواهر الفكرية المتباعدة التي يحملها أهل الدين الواحد. فظاهرة التخلف الفكري أو ما يطلق عليه اصطلاحا أهل الحشوية و المجسمة، أو أصحاب الغلو أو ما يطلق عليهم مذهبياً (الرافضة) هي ظاهرة ولّدها الانزياح عن مقاصد المصطلح فانزاحت تبعا لذلك مفاهيمه و تنامت المفاهيم الانتقامية في العقل المقموع وتربعت على عرشه، وملكته تحت سياط القمع و التخلف، كل ذلك باسم الإسلام ، والإسلام منه براء.

رياض الشيخ باقر
12/11/2013

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

هل على المرتد حكم جزاء

لقد أجرى العلامة السيد محمدباقر الصدر رحمه الله بحثا حول موضوع الردة عن الدين الإسلامي، و استخلص أنه لا يوجد حكم في الإسلام حول من دخل في عقيدة الاسلام ثم ارتد عنها. وأن أمره إلى الله ولا يجوز لأحد محاسبته أو الحكم عليه فيما اعتقد أو فيما سيعتقد. كما أوضح -رحمة الله عليه- الفرق بين من دخل الإسلام للتجسس على أمور المسلمين و بين من دخل فيه و ارتد عنه فكرا وعقيدة. فالأول يحاسب على تجسسه و خديعته للمسلمين، أما الثاني فهو حرّ في الدنيا فيما يعتقد وحسابه مع ربه في الآخرة. فالإنسان صاحب قلب متقلب. وعليه، يمكن للمرتد أن يعود عن ردته و يؤمن بالاسلام عن إيمان وإصرار، خلاف دخوله أولّ مرّة في الدين الإسلامي، التي قد يصاحبها عجلة ثم ردة .

ومن الحالة الأولى اشتبه في الحكم على المرتد، وتم الخلط بين الارتداد وبين التجسس وغلّب حكم العقوبة الواقع على حال التجسس على حال المرتد .


رياض الشيخ باقر
02/07/2013

السبت، 31 أغسطس 2013

الخاتمية والعلمانية

الشيخ حسن المالكي من العلماء الفضلاء الذين نجلهم و نحترمهم فهو مشهود له بجرأة البحث و دقته و إنصافه. وكثيرا ما قمت أنا شخصيا بنقل أبحاثه بمختلف وسائل التواصل. أما مقاله (العلمانية هي الحل) هذا فهو رأي شخصي منه وليس بنتائج بحث وهو يهدف بهذا المقال -على حسن ظننا ومحيانا له- إلى هز مشاعر الذين يذبحون و يبقرون البطون باسم الاسلام -إن كان لا يزال لديهم مشاعر- أمام ما اقترفوه من وحشية و ظلم باسم الإسلام. وقد استخدموا الإسلام مطية لأغراضهم الدنيئة. إن الشيخ حسن يرى أن كل ذلك وقع باسم المذهبية و باسم الفرقة الناجية الوحيدة التي ادعوا بهتانا وزورا أنهم يمثلونها فوقعوا في كبيرة تكفير جميع المسلمين. وارتكبوا باسمها جميع الموبقات ومن هنا جاءت رسالة المالكي لنبذ الطائفية والمذهبية والعنصرية المنطلقة تحت مظلتهما. وإن كان ولا بد، فيستطيع حسب رأيه أن يأخذ المتأسلمون استراحة المحارب و يسلموا مقاليد الأمور إلى العلمانيين إلى أن يعودوا إلى رشدهم.

وهنا تقع المشكلة لدى ما كتبه الشيخ المالكي، فعندما نحاكم دين الله بما فعله عباد الله فسوف يقودنا ذلك إلى اليأس من رحمة الله "وما أرسلناك الا رحمة للعالمين" وإن ما سبق من تجارب للأمم و الشعوب، منذ بعثة خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وآله ورسالته الخاتمة لكل الرسالات التي جاءت للبشرية في دورتها الحالية "آدم الدور الحالي"، لم تقتضي مصداق الآيات القرانية الكريمة التي تؤكد على أن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح والقويم الذي ارتضاه الله لجميع عباده وأن هذا الدين قد أتمه وسوف يظهرهه على الدين كله وأن إعمار الأرض سوف يكون ناموسها وطريقها هذا الدين. هذا لم يحصل لدى الأمم التي سبقتنا، ولكن كل ذلك لا بد سوف يحدث. وهذا وعد من الله (السنن الكونية)، فهذا الوعد منوط في خلافة الإنسان لله في أرضه و مترسخ فيه تكوينيا وغائيا، فهو ظل الله في الأرض و مستودع روحه و يده التي يرمي بها.

ولقد أساء الكثير من المسلمين لمفهوم الخلافة ومنهم أتباع مدرسة أهل البيت الذين اساؤوا الفهم في مفهوم ظهور الدين الإسلامي على بقية الأديان وإتمام نور الله وإلى اعتناق البشرية لهذا الدين بأن ربطوا ذلك بشخص الإمام المهدي وحده. و هذا خلاف الفلسفة العرفانية و التأويل الذي يذهب إليه الكثير من علمائنا الأجلاء وقد أشاروا إلى أن الإمام المهدي قد لا يخرج قبل عشرات الآلاف من السنين إن لم يكن اكثر (قائم الدور الجديد). وقد أشار إلى ذلك سماحة السيد كمال الحيدري في بحوثه الأخيرة على قناة الكوثر، اعتمادا على مفهوم الخاتمية للوحي وللدين الذي يقودنا إلى الاعتقاد بأن الإنسانية تسير إلى تكامل في عقلها ووعيها وإرادتها في تطبيق مفهوم الخلافة. وهذا يتطلب عملية صعبة وجادة لصياغة وإعادة الفهم الصحيح لآيات القرآن الكريم والوثوق بأن الإنسانية سوف تصل إلى الفهم الصحيح لهذا الدين وسوف ترتضيه وسوف تطبقه وستكمل مسيرتها به وبأنظمته وشرائعه فيما تبقى للبشرية من زمن في دورتها الحالية. وسوف يتم ذلك سريعا وبأيدي جيلنا والأجيال القادمة فقد خرج يوسف من السجن وألقى قميصه على بني (إسرائيل ) البشرية وارتدت إليهم بصيرتهم بأن أهداهم الآيات المحكمات في قرآنه الكريم.

-------------
رياض الشيخ باقر
31/08/2013

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

اسطورة جلجامش

هي كأي اسطورة أخرى من اساطير الشرق. جل أحداثها وقائع تاريخية لها مسانيدها و قد كتبت بأسلوب روائي قصصي يحمل رموزا مقدسة تجسدت فيها ارواح المرأة والحيوانات والطبيعة، من شمس و نهر و نباتات، اختلطت فيها المفاهيم البشرية و حياتهم المعيشية اليومية بالسلطة و العقيدة. كل ذلك مسطور بالرمز، و هذا ما خلدها كأسطورة. فقد اختلط تاريخ الممالك والأمم بتاريخ العقائد. كل ذلك تم بسبب تراكم الكتابات بعضها على بعض على الأثر الواحد. و اختلط الحابل بالنابل حتى عاد تاريخنا كالحزورة المعقدة. وتفكيك مراحل التاريخ يراد له قراءة جديدة وجهد حر، متواصل لأن الاسطورة مندمجة به و ممزوجة معه. فعلاج هذا التاريخ، لا ينفك كونه علاج للأسطورة. وقد أسقط كثير من علماء الآثار الغربيين الأساطير المدونة في التوراة و كتب اليهود على جلّ النصوص المكتشفة في تاريخنا و تراثنا و آثارنا، فتم ترجمتها بما يتلائم مع ما كتبه اليهود عن تاريخ منطقتنا، وهذه هي الطامة الكبرى. حتى أصبح صوت كصوت العلامة جواد علي، وصوت الباحث القدير جورجي كنعان صرخة في واد ليس لها صدى يسمع.

و بالرغم من ذلك تظل ملحمة جلجامش من الملاحم و الأساطير الممتعة و المشوقة للغموض المحيط بها حيث اختلطت الآلهة مع بني البشر وهذا أجمل ما فيها.

رياض الشيخ باقر
02/07/2013

لو كان ارسطوطاليس موجودا لآمن بي

"لو كان ارسطوطاليس موجودا لأمن بي"
النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله و سلم

لم يرتقِ أرسطو لفكر أفلاطون، فلم يستوعب التلميذ كل ما جاء به استاذه. حيث كان أفلاطون أقرب إلى فكر الأنبياء (إن لم يعد نبيا من الأنبياء). ولم يستطع أرسطو الوصول إلى هذا القرب وهذا السمو في الفكر. ويعزى ذلك إلىعدم تمكن اللغة الاغريقية وقصورها في فهم المصطلح اللاهوتي (مخاطبة عالم الملكوت)، وفي الرؤية لما وراء الطبيعة (الميتافيزقيا)، الذي كان شديد الوضوح لدى أفلاطون. وقد حاول أفلاطون جاهدا تطوير المصطلحات اللغوية ووضعها لتلامذته لفهم وحدة الوجود "التوحيد" وتوصيل علمه (نبؤاته) إلى تلامذته ومنهم أرسطو الذي لمعت أفكار أستاذه في ذهنه وتوقدت. إلا أنه أصر على شهود العقل و حواسه في مقارباته الفكرية ، حتى مع عالم ما وراء الطبيعة.

الخلاف بين عملاقي الفكر يمكن حصره في طريقة الاستدلال، فقد نجح أفلاطون في التغلب على أدوات العقل الحسية متجاوزاً بذلك العقل الإدراكي والعقل المميز وأن يغوص أعمق من ذلك إلى ما يطلق عليه (فؤاد الفؤاد) في حين أخلد أرسطو إلى العقل وإدراكاته. و يذهب مناصري المفركين العظيمين من المفكرين العرب في العصر الحديث بترجمة ولائهم لأي من التنظيرات الفكرية لأي من أفلاطون وأرسطو عبر مناصرة مواطنيهم عملاقي الفكر، العلامة ابن العربي و العلامة ابن رشد، فقد أخذ من يميل إلى الفكر الأفلاطوني بمناصرة وجدانيات ابن العربي، بخلاف من ناصر إبن رشد فهو أرسطي الهوى.

نعم لقد اشتهر عن أرسطو الواقعية والعقلانية المستخلصة من التجربة. وحديثي كان عن عالم ما وراء الطبيعة (العالم الميتافيزيقي) أو ما يطلق عليه في الفلسفة الاسلامية بعالم الملكوت. فلا يخفى على أحد أن لأفلاطون الفضل بإعادة نشر عبادة التوحيد بدلا من عبادة الآلهة المتعددة ونبذ أصنامها التي تمثلها في عالم الدنيا. و قد استطاع فعل ذلك عبر تطوير المصطلح اللغوي الذي من خلاله قام بزرع الفكرة و تنويرها في ذهن من اتبعه من المؤمنين. وكان الخلاف بين أرسطو و بين افلاطون على الجوهر أو ما يطلق عليه الفلاسفة بـ ( الهيولي) وهل الله جوهر أو هيولي وما هي العلاقة بين الله و بين الجوهر و بين الهيولي، وإن شئت قلت بين الروح وبين المادة. فهل المادة مخلوقة من قبل الله؟ وقد قام جل وعلا بصنع الأشياء منها وهذا هو اعتقاد أفلاطون. أم أن وجود المادة منفردا عن وجوده سبحانه وتعالى والعلاقة بينهما ( الله و المادة ) تتمحور في قيامه عز وجل باستخدام المادة في صنع الأشياء.

وباختصار شديد، هل الله جل وعلا خالق وصانع؟ وهو مذهب أفلاطون والأنبياء قبله وبعده. أم أن الله صانع فقط؟ وهو ما ذهب إليه أرسطو.

لقد غلب الفكر العقلاني لأرسطو على أفكاره فيما يخص الميتافيزيقيا وأخذ مناصروه يدافعون عنه متناسين أن تجاربه الحسية واستدلالاته العقلية في استخلاص المنطق لا تنطبق على مقارباته فيما يخص عالم ما وراء الطبيعة. وأخذوا يرجمون أفلاطون وأفكاره بالمثالية، مستشهدين بعدم عقلانية مدينته الفاضلة الخالية من الواقعية. وسقط فكر أفلاطون مرة اخرى أسيراً لمنطق غير منطقي.

السبت، 29 يونيو 2013

الله جل جلاله لا يبلغ كنهه أحد. وحيث نحن في نشأة يحكمها الحس و الشهود في عالم الحس و الشهادة "الدنيا"، فعقولنا لا تدركة جل وعلا. إنما عقولنا تدرك جماله وإبداعه و آياته و تجلياته. وأفضلها على الإطلاق المتمثلة في خليفته و الآمر بأمره: "الانسان".

من هنا، فإننا نحن مدعوون لأن نعرف أنفسنا لكي نعرف الله عن طريق هذه المعرفة. هل الانسان مخلوق كسائر المخلوقات، و تنحصر علاقته مع ربه ضمن هذه المعادلة الأحادية؟ أم أنها علاقة تفوق ذلك، هي علاقة استيداع وعلاقة خلافة وعلاقة إرادة؟

نعم إنها مفردات حاكمة للعلاقة بين الله وبين الإنسان، ليس فقط لمعرفة الإنسان نفسه، بل لمعرفة الله من خلالها. مصطلحات قرآنية يجب علينا التفكر فيها لكي نعبد الله حق عبادته. عبادة من يعرفة و من يحبه و من يعشقه. إنها كلمات ...الإستيداع ..الخلافة ....الإرادة

رياض الشيخ باقر
29/06/2013

الجمعة، 28 يونيو 2013

رسالة مفتوحة الى سماحة الشيخ الجليل/ حسن بن فرحان المالكي حفظه الله

سلام من الله عليك و تحية و بركة،

يقف القلم عاجزا عن البوح بما يجول في صدورنا تجاه علمكم الجم وخلقكم الرفيع. وعلى قدرة البحث وعمق الفكر والنفس الحرة الأبية التي لا تركع للمنقول من التراث و تركة السلف، وتأبى إلا أن تستظل بظل القرآن وما حققه الفكر والنقد من هذا التراث.
وإني لأقف موقف الإجلال لشخصكم الكريم تجاه بحوثكم المتواصلة فيما يخص الفرق والمذاهب الإسلامية وبالخصوص المذهب الشيعي وتراث مدرسة أهل البيت عليهم السلام. تلك المدرسة التي أنتمي إليها والتي يشرفني أنّ أمثال شخصيتكم العلمية تدققون في تراثها العلمي والحكمي.

لقد فجع كل غيور على الاسلام الطريقة الفجة والهمجية التي لقي فيها مسلم مصرعه ألا وهو الشيخ/ حسن شحاته على يد من يدعي الاسلام، بالرغم من أني لا أتفق على اسلوب معالجته لقضايا التاريخ الاسلامي. إلا أن قتله المحرم أدمى قلبي، فما بالك بتلك المظاهر البشعة والهمجية. وقد أخذت نفسي الحسرات على مصر الكنانة التي لا أشك أنه لا يوجد شخص عربي مسلم لا يتعلق بنيلها وأزهرها ورجالاتها.

ولقد أحسن جنابكم بتشخيص ما ستؤول إليه الأحوال في شيعة مصر بعد مقتل المظلوم الشيخ حسن. وحيث أني من مدينة الأحساء بالمنطقة الشرقية، وتصديقا لتحليلاتكم واستنتاجاتكم على الحالة العاطفية، والمظلومية التي تركتها واقعة كربلاء المريرة في الوجدان الشيعي، وتمثل رمزية مظلومية الإمام الحسين عليه السلام في هذا الوجدان، و تذكيركم بالشهيد الأول و الشهيد الثاني، أترككم مع مقطوعة من الشعر الوجداني لأحد ابناء الأحساء نتاجا لهذه الواقعة الأليمة (مقتل الشيخ حسن شحاته).

ولكم مني جزيل الشكر والإمتنان للمعلومات القيمة و البحث المضني الشاق الذي تقومون به.

اخوكم المحب / رياض الشيخ باقر بوخمسين
 28/06/2013

-------------------------------------------------------------------------

الشاعر أبو جعفر الحساوي ينعى الشهيد الشيخ شحاته بقصيدة عنوانها "الشعلة":
ليتني كنت شحاته
                       يتباهى في مماته
يبعث الأموات أحيا
                       لتعش صفو حياته
أبصر النور شعاعا"
                       سله من ظلماته
فغدا سيفا" سليطا"
                       جارحا" في كلماته
ينبذ الظلم و يدعو
                       من غدا عبد ولاته
كان للشيعة رمزا"
                       وجبالا" في ثباته
كان زرعا" و نباتا"
                       طيب الله نباته
يا شهيدا" ألمعيا"
                       شعلة في تضحياته
إن تكن في الأرض ميتا"
                       انت في الفكر مباته
ستظل اليوم سيفا"
                       مرعبا" في شفراته
حسن الفعل شحاته
                       يا مهيبا" في صلاته
في سماء المجد حلق
                       واسقنا من قطراته
شيع الشيخ شهيدا"
                       قبل النعش صفاته
مصر يا أرض الكنانة
                       انزعي الشعب سباته
انفضي الذل وعري
                       كل عبد لطغاته
واعلني التكفير نهجا"
                       جسد الارهاب ذاته
ها هو الشيخ منار
                       فاشعلي من جمراته
يا إلهي و طبيبي
                       اشفنا من بركاته
ليتني كنت شحاته
                       يتباهى في مماته
ها أنا أوصي احفظوها
                       كفنوني في عباته


الثلاثاء، 18 يونيو 2013

يجب على المرأة ان تنحت لغة الجسد

لماذا نستعر و نخجل من جسد المرأة و لماذا نعطي الجنس صفة الحقارة ونحن نمارسه باستمرار، بل نطلبه و نسعى إليه و نبذل فيه الغالي و النفيس. لقد قنن الاسلام الجنس وربط العلاقة بين الرجل والمرأة وجعلها علاقة ذات قدسية، وهذا لا يعني احتقار العلاقة الجنسية بينهم او إغفالها. يجب على المرأة أن تهتم بجسدها وقوامه وجماله وأن تحافظ على أنثوتها الكاملة. والحديث النبوي الشريف يقول: "لعن الله النساء المتشبهات بالرجال". و يقول "يحب الله المرأة الملساء و الرجل المشعر". و هذا دليل واضح على أن المرأة يجب أن تكون ناعمة رقيقة و هو اختصار كلمة أنثى.

إن العوالم التي هي في علم الله من عوالم الملكوت إلى عالم الناسوت "عالم الحس و الشهادة" قائمة على عنصرين "الجمال و الجلال" أنظر إلى أسماء الله جل وعلا و صفاته، تراها قائمة على الجلال و الجمال. تمعن في القرآن الكريم تراه مركب من الجمال "غفور رحيم" وعلى الجلال "شديد العقاب". و الله جميل يحب الجمال. هذا الكون البديع آية من جمال الله يريدنا ان نتمعن فيه و نحمده و نقدّسة و نشكره على هذا الجمال وعلى قدرتنا باحساسنا للجمال. ما المانع أن تقدس الله و تهلل له عندما ترى جمال امرأة؟ بل هذا هو المطلوب. أن تذكر الله في كل آية من آياته.


يجب على المرأة أن تكون جميلة جذابة للرجل. ويجب أن يتمثل الجمال فيها شكلا وقالبا. لقد منّ الله على المرأة بأن اعطاها أقدس مهمة على وجه هذه الدنيا ... هي السكن للرجل و هي الرحم للجيل الناشئ. يقول نبي الرحمة "الجنة تحت اقدام الأمهات". و هي المرضع و هي المربي:

"الأم مدرسة إذا أعددتها    أعددت شعبا طيب الاعراق"

 عندما تفقد المرأة الجمال و عندما نفقد الإحساس بجمالها فتلك مصيبة. يجب أن تكون جميلة ويحق لها أن تفتخر بهذا الجمال وأن تبدي منه ما لا يخدش إنسانيتها و عفتها وما لا يسيء للرسالة المقدسة التي ألقيت عليها. هناك نقيضين في التعامل مع جمال المرأة، وكلا هذين النقيضين أدى إلى ظاهرة الشذوذ في بعض المجتمعات. فعندما تُلبس المجتمعات الصحراوية المرأة خيمة سوداء ينتشر فيهم الشذوذ الجنسي. وعندما تتعرى المرأة في المجتمعات الغربية تفقد كنز الجمال و ينتشر فيهم الشذوذ الجنسي.


رياض الشيخ باقر
18/06/2013

الاثنين، 13 مايو 2013

سلامي و قبلاتي لأخي و عزيزي محمد /ابو مهدي

أكاد أجزم أنه أكثر الأخوة حنانا ورقة....

طوال حياته لم يفكر في نفسه، كان ولم يزل همه الآخر.

لم ولن أنسى ... لقد ساعدني في شراء أول سيارة امتلكتها في حياتي.
رحم الله الوالد الشيخ باقر كان يملك مكتبة من أفخر وأعرق الكتب. وكان حلمه أن ننهل منها علما ومعرفة. كان رحمه الله مشغولا حتى قمة رأسه بسبب مسؤولياته الدينية والاجتماعية. وشغله الشاغل القضاء الذي احتضنه منزل الوالد الشيخ باقر لأكثر من ربع قرن.

كنا صغارا وقتها وكان شغف الوالد رحمه الله أن ندخل المكتبة ونقرأ.... لقد بدأنا بالقراءة، والفضل يرجع إلى أخي وتاج رأسي محمد/ ابومهدي.

السر في ذلك أنه من خلال مصروفه اليومي الخاص، أخذ يشتري قصص الأطفال والقصص المصورة... سوبرمان... الوطواط... تاتا، و....و....و.... وبذلك بدأت رحلة القراءة منذ نعومة أضفارنا. والفضل لك أخي محمد. استمر الحال هكذا تنتقل المجلات من يد إلى يد. وبالكاد تسلم أوراقها من التمزيق. إن لم تخطفها الأيادي التي تستعيرها لقرائتها ولا تعود. ولم يكن أخي محمد يمانع مع تكرار  "السرقة". فأهم شيء عنده أن هناك شخص سوف يقرأ هذه المجلة. تعودنا القراءة، بل أدمناها فكبرت عقولنا. وكان الوالد الشيخ فرحا بذلك ولم يمارس إرهابا أو ضغوطا على المجلات التي كان يشتريها أخي محمد، أهم شيء أننا نقرأ. وكان يرعانا بفكره ومقولاته كل صباح مع الأفطار قبل ذهابنا إلى المدرسة. فكبرت عقولنا وانتقلنا إلى الأدب العالمي.

إلى أحدب نوتردام وقصص المنفلوطي وغيرها الكثير من الأدب المترجم وأدب المهجر، ثم مجلة الهلال المصرية وبعدها قام أخي عباس بحفظ المجموعة الكاملة لمجلة العربي الكويتية التي كان الوالد الشيخ باقر يحرص كل الحرص على قراءة أعدادها اولا بأول .فقد تعاقب على رئاسة تحريرها كبار الأدباء في العالم العربي على قمتهم أحمد زكي.

لقد قرأ أخي محمد امهات الكتب واهتم كثيرا بكتب الحديث من الصحاح المعتمدة السنية. كم هو شره في القراءة، فلا يكل ولا يمل. عشقه هذه الوريقات التي بذل فيها الغالي و النفيس، وأهداها الى كل من طلبها، حبيب أو غير حبيب.

أهم شيء عنده ان تقرأ.
أهديك أخي محمد ثواب كل حرف قرأتُه، فهو في ميزان أعمالك.
و حسنة من حسناتك الكثيرة.
وجعلها ربي لك نور من فوقه نور.
ولن أستطيع أن أرد جميل من جمال روحك فقد كنت أخا حليما رؤوفا محبا لنا ، ناكرا لذاتك.

لك كل القبلات و الحب و الاحترام،

أخوك المحب / رياض الشيخ باقر،
13/05/2013