الثلاثاء، 2 يوليو 2013

اسطورة جلجامش

هي كأي اسطورة أخرى من اساطير الشرق. جل أحداثها وقائع تاريخية لها مسانيدها و قد كتبت بأسلوب روائي قصصي يحمل رموزا مقدسة تجسدت فيها ارواح المرأة والحيوانات والطبيعة، من شمس و نهر و نباتات، اختلطت فيها المفاهيم البشرية و حياتهم المعيشية اليومية بالسلطة و العقيدة. كل ذلك مسطور بالرمز، و هذا ما خلدها كأسطورة. فقد اختلط تاريخ الممالك والأمم بتاريخ العقائد. كل ذلك تم بسبب تراكم الكتابات بعضها على بعض على الأثر الواحد. و اختلط الحابل بالنابل حتى عاد تاريخنا كالحزورة المعقدة. وتفكيك مراحل التاريخ يراد له قراءة جديدة وجهد حر، متواصل لأن الاسطورة مندمجة به و ممزوجة معه. فعلاج هذا التاريخ، لا ينفك كونه علاج للأسطورة. وقد أسقط كثير من علماء الآثار الغربيين الأساطير المدونة في التوراة و كتب اليهود على جلّ النصوص المكتشفة في تاريخنا و تراثنا و آثارنا، فتم ترجمتها بما يتلائم مع ما كتبه اليهود عن تاريخ منطقتنا، وهذه هي الطامة الكبرى. حتى أصبح صوت كصوت العلامة جواد علي، وصوت الباحث القدير جورجي كنعان صرخة في واد ليس لها صدى يسمع.

و بالرغم من ذلك تظل ملحمة جلجامش من الملاحم و الأساطير الممتعة و المشوقة للغموض المحيط بها حيث اختلطت الآلهة مع بني البشر وهذا أجمل ما فيها.

رياض الشيخ باقر
02/07/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق