كثيرا ما خرج علينا كتاب منهم من ينفي نظرية المؤامرة بمقالات مطولة تسخف وتحط من قدر من يصرخ خوفاً منها، والمؤامرة في المخيلة العربية تشير إلى من يتأمر ضد مجتمع مسالم آمن مطمئن يعيش رغد العيش وطمأنينته وسكونه ويقصد بالمتآمرين، تلك الخلايا الصغيرة التي تعيش ظروفا صعبة كأن تكون أقلية إثنية وعرقية مضطهدة في أوطانها او على أراضي سكنتها من مئات السنين وهي تعود لقومية اخرى.
هذا نوع من انواع التآمر ولا يعني انه تآمر سلبي أم إيجابي فالكل يريد ان ينتزع ما يراه حقاً له بالأسلوب المتاح له، إنما حصر كتابنا فيمن ينظر الى الأحداث الجسام الجارية في منطقتنا الموضوع كله بالمؤامرة ومن ثم تسخيفها او تسخيف من يراها قائمة أو ما قيل أنها أيادي تحرك أصابعها في الخفاء قضايا الشعوب، وهذا بحد ذاته ظلم لمن أراد فهم الهجمة تلو الأخرى التي تستهدف اوطانه وثرواته وهو ايضا تسطيح لمجريات الأحداث في العالم وقد نحى من ادعى فهم اللعبة السياسية هذا المنحى وبدلا من الغوص عميقا في أسباب صراعات القوميات والحضارات وتغير نمط السلوك الاجتماعي الذي شد الانتباه الى مصادر الاقتصاد والثروات الطبيعية في العالم، اخذوا بالتهكم والتهجم على ما أطلقوا عليه دعاة ”أوهام المؤامرة“.
فلا شيء في العالم متروك لمحض الصدفة، فلا وجوده ولا سير الأحداث فيه. كذلك، فإن أنماط السلوك الاجتماعي للشعوب ليست متروكة للصدفة والأحداث الطارئة.
نعم من يعيش على هامش التاريخ وهامش الأحداث من الشعوب والمجتمعات ومنها على الخصوص مجتمعاتنا العربية التي لا تفهم أبجديات التخطيط فما بالك باستراتيجياتها الدولية، هم من يعيش وهم الصدفة وهم من يجعلوا من انفسهم ألعوبة للآخرين، وبذلك يحق لمدعي الثقافة والسياسة فيها ان يبرر فشله وهروبه عن فهم مخططات الآخرين الطامعين في ثرواتهم وأن يستخفوا بمن يكشف هذه المخططات ويوجهوا أسلحتهم عليهم بدلا من توجيهها الى الغزاة الأجانب.
نظرة سريعة وخاطفة لمراكز الدراسات وجولة عبر القوقل ومواقع الانترنت سوف تصيبك بالذهول من كثرة المراكز البحثية الاستراتيجية التي وضعت خططا غاية في الدقة وغاية في التفصيل عما يجب عمله للمحافظة على ما يطلقون عليه المصالح الغربية في الشرق الأوسط.
كما لا يجب ان ننسى الماضي القريب حيث كان مسمى وزارة الخارجية البريطانية هو وزارة المستعمرات وكيف سخرت هذه الوزارة المستشرقين في الدراسات والبحوث عن العالم العربي والعالم الاسلامي، حيث وجدت هذه الوزارة ضالتها فيهم لما لهم من شغف وحب في الاطلاع والدراسات البحثية الدقيقة والصادقة، ويحضرني اسم العلامة الفرنسي هنري كوربان الذي تعامل مع وزارة المستعمرات البريطانية وقدم أجلّ وأرقى البحوث حيث يعود له الفضل في كشف تراث أخوان الصفا والتراث الإسماعيلي الفكري الذي سرقه ابن خلدون وغيرهم، كما يعود له الفضل في الغوص في العرفان الاسلامي وتسليطه الضوء على رموزه في مراحل وحقبات تاريخية مضت.
كما أن المؤلف الضخم المكون من أربعين مجلداً للمحقق والدارس ج ج لوريمر الضابط البريطاني الذي خدم هذه الوزارة بأهم الكتب التي تعد من أفضل الموسوعات المرجعية عن الخليج وقد خصص عشرين منها لشرح جغرافيا المنطقة والعشرين الاخرى دراسات اجتماعية وقبلية لأهالي المنطقة والمذهل أنه لم يترك تفاصيل التفاصيل في الحياة الاجتماعية والدينية لكل الفئات الاجتماعية التي عاشت على ضفاف الخليج من مدينة القرنة حيث التقاء نهري دجلة والفرات إلى مضيق هرمز.
كل هذه الدراسات لم يتم تخصيص الأموال الطائلة والطواقم المتخصصة وبذل لأجلها الغالي والنفيس من أجل تزيين رفوف المكتبات بل لكي توضع المعلومة الصحيحة تحت يدي من يرسم الخطط والاستراتيجيات التي تحافظ على مصالح من سهر الليالي وأنفق الأموال وجند الجنود ودفع الضرائب، إنه صراع وتدافع مصالح، لا ينال إلا بشق الأنفس. ومن كانت المعلومة والعلم وخفايا التاريخ وسنن وقوانين الطبيعة وسلوك المجتمعات وعلم الأديان حاضرة في عقله فسوف يستخدمها ويطوّعها لخدمة مصالحه، وهذا هو ما يطلق عليه التخطيط الدولي الاستراتيجي الذي تقوم به الدول ذات السيادة والكرامة التي تحافظ على مصالح شعوبها ولو تطلب منها وجود الف ميكافيلي بين اطقمها السياسية.
أما من يستخف بمجريات الأحداث الجسام تحت تفريع ”المؤامرة“ فليعد إلى لعبة البوكر التي يلعبها وإلى مشاهدة أفلام الكرتون ويكمل أكل ”القز“ لأن الأحداث ومن يصنعها في عالمنا العربي قد تجاوزوه ولم يعودوا يكترثوا لمقاله المدفوع الأجر مسبقا.
هذا نوع من انواع التآمر ولا يعني انه تآمر سلبي أم إيجابي فالكل يريد ان ينتزع ما يراه حقاً له بالأسلوب المتاح له، إنما حصر كتابنا فيمن ينظر الى الأحداث الجسام الجارية في منطقتنا الموضوع كله بالمؤامرة ومن ثم تسخيفها او تسخيف من يراها قائمة أو ما قيل أنها أيادي تحرك أصابعها في الخفاء قضايا الشعوب، وهذا بحد ذاته ظلم لمن أراد فهم الهجمة تلو الأخرى التي تستهدف اوطانه وثرواته وهو ايضا تسطيح لمجريات الأحداث في العالم وقد نحى من ادعى فهم اللعبة السياسية هذا المنحى وبدلا من الغوص عميقا في أسباب صراعات القوميات والحضارات وتغير نمط السلوك الاجتماعي الذي شد الانتباه الى مصادر الاقتصاد والثروات الطبيعية في العالم، اخذوا بالتهكم والتهجم على ما أطلقوا عليه دعاة ”أوهام المؤامرة“.
فلا شيء في العالم متروك لمحض الصدفة، فلا وجوده ولا سير الأحداث فيه. كذلك، فإن أنماط السلوك الاجتماعي للشعوب ليست متروكة للصدفة والأحداث الطارئة.
نعم من يعيش على هامش التاريخ وهامش الأحداث من الشعوب والمجتمعات ومنها على الخصوص مجتمعاتنا العربية التي لا تفهم أبجديات التخطيط فما بالك باستراتيجياتها الدولية، هم من يعيش وهم الصدفة وهم من يجعلوا من انفسهم ألعوبة للآخرين، وبذلك يحق لمدعي الثقافة والسياسة فيها ان يبرر فشله وهروبه عن فهم مخططات الآخرين الطامعين في ثرواتهم وأن يستخفوا بمن يكشف هذه المخططات ويوجهوا أسلحتهم عليهم بدلا من توجيهها الى الغزاة الأجانب.
نظرة سريعة وخاطفة لمراكز الدراسات وجولة عبر القوقل ومواقع الانترنت سوف تصيبك بالذهول من كثرة المراكز البحثية الاستراتيجية التي وضعت خططا غاية في الدقة وغاية في التفصيل عما يجب عمله للمحافظة على ما يطلقون عليه المصالح الغربية في الشرق الأوسط.
كما لا يجب ان ننسى الماضي القريب حيث كان مسمى وزارة الخارجية البريطانية هو وزارة المستعمرات وكيف سخرت هذه الوزارة المستشرقين في الدراسات والبحوث عن العالم العربي والعالم الاسلامي، حيث وجدت هذه الوزارة ضالتها فيهم لما لهم من شغف وحب في الاطلاع والدراسات البحثية الدقيقة والصادقة، ويحضرني اسم العلامة الفرنسي هنري كوربان الذي تعامل مع وزارة المستعمرات البريطانية وقدم أجلّ وأرقى البحوث حيث يعود له الفضل في كشف تراث أخوان الصفا والتراث الإسماعيلي الفكري الذي سرقه ابن خلدون وغيرهم، كما يعود له الفضل في الغوص في العرفان الاسلامي وتسليطه الضوء على رموزه في مراحل وحقبات تاريخية مضت.
كما أن المؤلف الضخم المكون من أربعين مجلداً للمحقق والدارس ج ج لوريمر الضابط البريطاني الذي خدم هذه الوزارة بأهم الكتب التي تعد من أفضل الموسوعات المرجعية عن الخليج وقد خصص عشرين منها لشرح جغرافيا المنطقة والعشرين الاخرى دراسات اجتماعية وقبلية لأهالي المنطقة والمذهل أنه لم يترك تفاصيل التفاصيل في الحياة الاجتماعية والدينية لكل الفئات الاجتماعية التي عاشت على ضفاف الخليج من مدينة القرنة حيث التقاء نهري دجلة والفرات إلى مضيق هرمز.
كل هذه الدراسات لم يتم تخصيص الأموال الطائلة والطواقم المتخصصة وبذل لأجلها الغالي والنفيس من أجل تزيين رفوف المكتبات بل لكي توضع المعلومة الصحيحة تحت يدي من يرسم الخطط والاستراتيجيات التي تحافظ على مصالح من سهر الليالي وأنفق الأموال وجند الجنود ودفع الضرائب، إنه صراع وتدافع مصالح، لا ينال إلا بشق الأنفس. ومن كانت المعلومة والعلم وخفايا التاريخ وسنن وقوانين الطبيعة وسلوك المجتمعات وعلم الأديان حاضرة في عقله فسوف يستخدمها ويطوّعها لخدمة مصالحه، وهذا هو ما يطلق عليه التخطيط الدولي الاستراتيجي الذي تقوم به الدول ذات السيادة والكرامة التي تحافظ على مصالح شعوبها ولو تطلب منها وجود الف ميكافيلي بين اطقمها السياسية.
أما من يستخف بمجريات الأحداث الجسام تحت تفريع ”المؤامرة“ فليعد إلى لعبة البوكر التي يلعبها وإلى مشاهدة أفلام الكرتون ويكمل أكل ”القز“ لأن الأحداث ومن يصنعها في عالمنا العربي قد تجاوزوه ولم يعودوا يكترثوا لمقاله المدفوع الأجر مسبقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق