لقد زرع بني أمية رواية مفادها أن رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم عندما هاجر من مكة الى المدينة المنورة، اختلف الأنصار فيما بينهم كل يريد شرف ضيافته و إقامته عنده.
فجاءت الرواية بحل لهذه المعضلة فقد نزل الوحي على ناقته و دلها على مكان سكناه صلى الله عليه واله:
وكان من الطبيعي أن نصدقها هذه الرواية وأمثالها لأنها رواية منقولة بإجماع المسلمين، كما أننا رُبينا منذ نعومة أظفارنا عليها ونحن نحضر دروس السيرة النبوية. لكن مغزى هذه الرواية بعيدة كل البعد عن تلقينا البريء لها إذ تقصد ما يلي:
- ليس للرسول والأنبياء أي ميزة أو شرف بالوحي المنزل عليهم، فها هو الوحي ينزل على بهيمة.
- لقد ترك الوحي هذه المرّة الرسول واختار البهيمة.
- لقد أُمر الله الرسول بالإنقياد خلف البهيمة. وقرارها هو حجة على الناس في تلك الحادثة.
ومما لا شك فيه أن القصد من وضع رواية كهذه هو الاستخفاف بمقام النبوة العظيم و صاحبها الأجل الأكمل محمد ص وهو كمالُ كمالِ النوع الإنساني، فحاشاه ذلك وهو صاحب مقام "العقل الاول" وصاحب مقام "قاب قوسين او أدنى ".
فما هو تحليلنا وتصويبنا لهذه الرواية؟
في آخر سنة من حياة عبدالله بن عبدالمطلب أبو رسول الله صلى الله عليهم أجمعين، أرسله أبوه عبدالمطلب إلى المدينة المنورة في موسم صرم التمر حيث أن بعض كتب السير تثبت أن:
- عبد المطلب كان يملك مزارع نخيل و مسكن في المدينة ورثها عن أمه من قبيلة بني النجار زعماء المدينة و أثرى أثريائهم.
- يعتبر أخوال عبدالمطلب من بني النجار أكبر ملاك النخيل فانحصرت تجارة تمورها بيد عبدالمطلب.
- تجارة عبدالمطلب كانت في قافلة قريش المكونة من ١٦٠٠ بعير، وهو يملك منها ٢٠٠ بعير تقريبا ومعظمها محمّل بالتمور.
وبعد وصول عبدالله إلى المدينة أصابته حمى من بعوض ينشط في بعض الأحيان بسبب تراكم مستنقعات المدينة التي تنصرف فيها مياه الآبار و بسبب تعفن تجمعات المياه بعد مواسم الأمطار فاشتد به المرض حتى يُئس منه بعد شهر ونصف مما استدعى منهم الطلب من أبيه عبدالمطلب المجيء إلى المدينة على عجل وبعد أسبوعين توفي سلام الله عليه، فدفنه أبوه في البيت الذي يملكه و اشترى الدور التي حوله ووهبها مع مزارعه التي في المدينة لآمنة بنت وهب زوج ابنه عبدالله وأم حفيده محمد كي يرثها محمد صلى الله عليه واله من بعدها.
وهذا ما حدث، فقد وفد صلى الله عليه إلى المدينة وسكن في ملك له وفي حلاله وكان من البيوت العظيمة الجميلة البناء حيث كان زعماء مكة و المدينة يجلبون البناءة المتخصصين في عمل القناطر و الأسقف التي تحمل الدور العلوي من الشام.
بل إن ما قيل من أن أبو أيوب الانصاري قد استضافه إلى حين بناء دار له غير صحيح على الإطلاق فهو كان أمينا على أملاك رسول الله إلى حين قدومه و ظل يخدمه سبعة اشهر.
و قد كان منزله ص يتكون من طابقين فسكن العلوي وظل السفلي للاستقبال وسكنت الفواطم الدور الأخرى عند وفودهن إلى المدينة. و كان المسجد في برحة ما بين الدور وهذا ما يفسر وجود بعض أبوابها تطل على المسجد.
فلا ناقة ولا هم يحزنون بل دعوة ورسالة رعاها وحفظها أهلها بأشفار العين، كابر عن كابر.
مع تحيات اخوكم
رياض الشيخ باقر
20/08/2014
فجاءت الرواية بحل لهذه المعضلة فقد نزل الوحي على ناقته و دلها على مكان سكناه صلى الله عليه واله:
وكان من الطبيعي أن نصدقها هذه الرواية وأمثالها لأنها رواية منقولة بإجماع المسلمين، كما أننا رُبينا منذ نعومة أظفارنا عليها ونحن نحضر دروس السيرة النبوية. لكن مغزى هذه الرواية بعيدة كل البعد عن تلقينا البريء لها إذ تقصد ما يلي:
- ليس للرسول والأنبياء أي ميزة أو شرف بالوحي المنزل عليهم، فها هو الوحي ينزل على بهيمة.
- لقد ترك الوحي هذه المرّة الرسول واختار البهيمة.
- لقد أُمر الله الرسول بالإنقياد خلف البهيمة. وقرارها هو حجة على الناس في تلك الحادثة.
ومما لا شك فيه أن القصد من وضع رواية كهذه هو الاستخفاف بمقام النبوة العظيم و صاحبها الأجل الأكمل محمد ص وهو كمالُ كمالِ النوع الإنساني، فحاشاه ذلك وهو صاحب مقام "العقل الاول" وصاحب مقام "قاب قوسين او أدنى ".
فما هو تحليلنا وتصويبنا لهذه الرواية؟
في آخر سنة من حياة عبدالله بن عبدالمطلب أبو رسول الله صلى الله عليهم أجمعين، أرسله أبوه عبدالمطلب إلى المدينة المنورة في موسم صرم التمر حيث أن بعض كتب السير تثبت أن:
- عبد المطلب كان يملك مزارع نخيل و مسكن في المدينة ورثها عن أمه من قبيلة بني النجار زعماء المدينة و أثرى أثريائهم.
- يعتبر أخوال عبدالمطلب من بني النجار أكبر ملاك النخيل فانحصرت تجارة تمورها بيد عبدالمطلب.
- تجارة عبدالمطلب كانت في قافلة قريش المكونة من ١٦٠٠ بعير، وهو يملك منها ٢٠٠ بعير تقريبا ومعظمها محمّل بالتمور.
وبعد وصول عبدالله إلى المدينة أصابته حمى من بعوض ينشط في بعض الأحيان بسبب تراكم مستنقعات المدينة التي تنصرف فيها مياه الآبار و بسبب تعفن تجمعات المياه بعد مواسم الأمطار فاشتد به المرض حتى يُئس منه بعد شهر ونصف مما استدعى منهم الطلب من أبيه عبدالمطلب المجيء إلى المدينة على عجل وبعد أسبوعين توفي سلام الله عليه، فدفنه أبوه في البيت الذي يملكه و اشترى الدور التي حوله ووهبها مع مزارعه التي في المدينة لآمنة بنت وهب زوج ابنه عبدالله وأم حفيده محمد كي يرثها محمد صلى الله عليه واله من بعدها.
وهذا ما حدث، فقد وفد صلى الله عليه إلى المدينة وسكن في ملك له وفي حلاله وكان من البيوت العظيمة الجميلة البناء حيث كان زعماء مكة و المدينة يجلبون البناءة المتخصصين في عمل القناطر و الأسقف التي تحمل الدور العلوي من الشام.
بل إن ما قيل من أن أبو أيوب الانصاري قد استضافه إلى حين بناء دار له غير صحيح على الإطلاق فهو كان أمينا على أملاك رسول الله إلى حين قدومه و ظل يخدمه سبعة اشهر.
و قد كان منزله ص يتكون من طابقين فسكن العلوي وظل السفلي للاستقبال وسكنت الفواطم الدور الأخرى عند وفودهن إلى المدينة. و كان المسجد في برحة ما بين الدور وهذا ما يفسر وجود بعض أبوابها تطل على المسجد.
فلا ناقة ولا هم يحزنون بل دعوة ورسالة رعاها وحفظها أهلها بأشفار العين، كابر عن كابر.
مع تحيات اخوكم
رياض الشيخ باقر
20/08/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق