الأحد، 19 يناير 2014

الخرافة و بنو امية: مثال من التاريخ المزور على أباء النبي

الخرافة و بنو امية معولان قاما بهدم التراث المجيد لهذه الامة. فسيقت معظم الحوادث التاريخية بطريقة غامضة فجة، استغل خلالها كتاب بني امية سوء فهم الغيب حتى أصبحت الأحداث التاريخية محلّ خرافة عشعشت فيها حتى افتقدت القصد منها. وأود أن أدلل على كلامي بقول رسول الله " انا ابن الذبيحين " فهذا الحديث صحيح و تؤكده الوقائع التاريخية دون الوقوع في فخ الأسطورة او فخ التزوير الأموي التاريخي.

وأذكر حادثة واحدة هي الاخيرة التي افتدي فيها عبدالله بن عبد المطلب من الذبح، وصحيح هو هذا الفداء وهذه الواقعة، ولكن ليس كما أشارت الحكاية الواردة ذكرها أو كما أشاع كتّاب بني أمية للتاريخ زورا، بأنّ عبد المطلب نذر نذراً، أن إذا رُزق عشرا من الأبناء فسوف يتقرب بذبح أحدهم. حاشاه، فأي عاقل يفعل ذلك؟ فما بالك بسيد قريش وزعيمها وسيد دار الندوة وزعيم أتباع الحنيفية التي ما زالت تعبد الله حق عبادته على الملة الإبراهيمية السمحاء لم تتلوث بما قام به أتباع التوراة المنحولة ولا أتباع المسيحية التي الهت المسيح، فهو وأولاده وأتباعه لم يسجدوا لصنم ولم يتقربوا لها بقربان، فكيف به يفعل شنيعة بذبح ابن من صلبه، وهذه معرة في عرف العرب ولا يعملها إلا أراذل القوم.

والحقيقة هي أن رؤيا رأها عبدالمطلب أرقت منامه وأقلقته، خشية أن يوفق للامتثال بفعلها. فجاءت مطرقة مرّة ثانية واربكته بصدقها و ترددها عليه. فما كان من الصدق فيما رأى إلا أن تأكد النقر مرّة أخرى حيث جاءت له نفس الرؤية مرّة ثالثة: "أن قم يا عبدالمطلب واحفر زمزما". و قد كان غار ماؤها، واندثرت معالمها حتى كاد أهل مكة ينسون موقعها، فعزم سلام الله عليه بإخبار سادة مكة بعزمه على حفر ماء زمزم من جديد وجمعهم في دار الندوة لذلك، فثارت ثائرتهم كيف تسوّل لك نفسك أن تزيح إلهنا هبل عن مكانه و تحفر تحته، فما كان منه إلا أن ازداد إصرارا على رغبته بالحفر في هذا الموقع. وأخذ الجدال والصراخ والفرقة في القوم مدى عشرة أيام خيف على حكم قريش أن يزول من مكة بسبب إصرار عبدالمطلب على الحفر مكان آلهة قريش وإله اللات ومناة والعزى. إلى ان جادت قريحة القوم بشرط تعجيزي سوف يجعل من عبدالمطلب ينسى مطلبه المهين لآلهتهم، بأن شرطوا عليه مقابل زحزحة هبل عن مكانه سوف يتم نحر ابنك عبدالله، أعز ابناءك إن لم يكن هذا الموقع موقع زمزم حسب زعم عبدالمطلب.

فما كان من عبدالمطلب إلا أن فرح بشرطهم مع ما فيه من توحش واستسلام للأصنام مقابل مصلحة سوف ينتفعون كلهم بها. فما أدراك ما لجلب الماء لمكة من مكان بعيد من مشقة و تعب وهدر للمال. كل ذلك استكانة و ثقة مطلقة بربه الذي يعبده. فهو لن يخيبه ولن تأتيه رؤيا صالحة في كل جوانبها و يتقاعس عن أدائها بسبب أهواء مضللة من قومه. فأزيح هبل وهو على شكل رجل ضخم مصنوع من العقيق اليماني و في اثناء زحزحته عن مكانه سقط و كسرت يده اليمنى ، فثارت ثائرة قريش وتوعدت عبدالمطلب شراً بابنه عبدالله، وأن أموال الدنيا لن تعتق رقبته من سيوفهم، وباشر عبدالمطلب بحفر زمزم إلى أن صدقت الرؤيا بتدفق مائها من جديد. وابتهل عبدالمطلب وآل قصي كلهم إلى الله بأن جعل ماء زمزم مشاع لأهل مكة ولحجاج بيته المحرم. وقام بنحر مئة من الإبل  زيادة ابتهاجا على ما أكرمه الله وعلى منه له بأن أخرج ماء زمزم على يده. أما قريش فاكتفوا بصنع يد من ذهب تجارتهم المستودع في سرداب الكعبة وألبسوها هبل بدل اليد اليمنى التي كسرت.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق