الاثنين، 30 مارس 2015

قواعد العشق الأربعون: الحلقة الرابعة


شخوص الرواية تتحدث عن نفسها، أسلوب شيق اتبعته الكاتبة في سرد روايتها التي استخدمت وقائع وأحداث حقيقية وقعت وذلك بأسلوب شيق جذاب.
ولنستمع إلى أول شخوص الرواية من الماضي وهو يتحدث عن نفسه وإلى ما في قلبه، أملاك هو أم شيطان؟ إنه:

القاتل:


عويل يتردد صداه في رأسي تلك الصيحة الأخيرة التي انطلقت منه (المقتول) قبل أن يُصفّى دمه وتجحظ عيناه وتغلق حنجرته في لهاث غير منته، رجل طعن بالسكين، عيناه تتبعاني حيثما وليت، براقتان، مهيبتان مثل نجمتين داكنتين معلقتين على نحو ينذر بالشؤم في أعالي السماء.

إني أحمل معي آثار جميع من قتلت، أعلقهم حول رقبتي مثل قلائد خفية، أحس بوجودهم فوق لحمي بإحكام وبثقل.

لم يكن ما آلت إليه نفسي صدفة فقد كنت عام ١٢٤٨م أعمل لدى صاحبة مبغى في قونية. خنثى معروفة بشدة غضبها، وكنت أساعدها في مراقبة العاهرات وبث الرعب في من لا يحسن التعامل من الزبائن، و ذات يوم كنت اطارد عاهرة هربت من المبغى بحثا عن الله، و كنت أنوي ان اشوه وجهها بحيث لا يعود رجل يرغب بها.

إلى أن جاء من يطلب خدماتي لمهمة أشد قسوة، أن أقتل درويشا بعد أن عرفوا أني من فرقة الحشاشين الذين تفرق أعضائها بعد موت زعيمها الحسن الصباح ، وقد غادرت "ألموت" و لجأت إلى قونية هربا من القصاص ، حيث قدموا لي مقابل قتل الدرويش مبلغا كبيرا من المال يكفي أن أسدد مهر عروس و لن يساورني القلق بعدها على أن أدبر معيشتي.

قبلت عرضهم ، فلماذا أرفض ذلك وفينا كلنا توجد رغبة دفينة أن يقتل أحدهم يوما ما، فمعظم الأشخاص لدى كل واحد منهم شخص يريد ان يتخلص منه، حتى الله أدرك الحاجة إلى شخص مثلي في خطته المقدسة عندما عين عزرائيل، ملك الموت لإنهاء حياة الناس، وهكذا يخاف الناس الملك و يلعنونه و يمقتونه، بينما تظل يدي الله نظيفتين ويبقى اسمه نقيا، وفي ذلك جور على هذا الملاك.

لقد خُفّف عني عندما قيل لي أن الدرويش الذي يريدون التخلص منه "رجل زنديق لا يمت إلى الاسلام بصلة، وأنه عنيد جامح، يكتنفه الرجس والكفر، إنه درويش مارق".

كيف لي أن أعرف أن قتل هذا الدرويش أكبر خطأ ارتكبته في حياتي، فبعدما طعنته و ألقيت بجسده في بئر، رحت انتظر سماع سقوطه في الماء، وهو ما لم اسمعه أبداً. لم تصدر سقطة جثمانه أي صوت، ويبدو أنه بدلا من أن يسقط في البئر، صعد إلى السماء. وبالرغم من مرور فترة طويلة لم يغمض لي فيها جفن، وظلت تراودني الكوابيس والأحلام المزعجة كلما نظرت إلى الماء، ويتملكني رعب ورعشة في  جسمي لا يزول إلى أن أتقيأ.

و حتى بعد مماتي ما زالت القلائد معلقة حول عنقي بل ازداد ثقلها على جسمي وشعرت بنار لهيبها يحرقني، و تلك العينين الجاحظتين سهامها نار تتلضى تخترق قلبي.

اخوكم
رياض الشيخ باقر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق